جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا صلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» "رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده"
وفي حديث آخر:
«من صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بفاتحةِ الكتابِ فهيَ خداجٌ، فهي خداجٌ، فهي خداجٌ»،"رواه مسلم في الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.الموطأ في الصلاة، باب القراءة خلف الإمام.أبو داود في الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته".
فما هي الصلاة؟.
وما هو السر الأعظم الذي تنطوي عليه فاتحة الكتاب حتى تتوقَّف عليها الصلاة؟.
الصلاة: هي صلة النفس بربِّها، وارتباطها الوثيق بنور خالقها بارتباطها برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. تلك هي الصلاة في حقيقتها. وإذا خلتِ الصلاة من هذه الصِّلة والارتباط، فقد أصبحت صورةً لا حقيقة. وهي والحالة هذه مجرَّد أقوال وأفعال.
ولكن كيف تحصل لنا هذه الصلة بربِّنا؟. وكيف نصل إلى الصلاة في روحها وحقيقتها؟.
الفاتحة تُريك كمالَ الله سبحانه، وبرؤية الكمال تتولَّد المحبَّة وتحصل الصلة، وتلك هي الثمرة المطلوبة من تِلاوتها في الصلاة، وفي كل ركعة من الركعات.
وكلَّما تلا المؤمن فاتحة الكتاب مرةً، ازداد في الكمال الإۤلهي شهوداً ومعرفة، وسما في محبّة الله بصلاته درجة فدرجة، لا سيما في صلاة التراويح في شهر رمضان. وفي الحديث الشريف: «الصلاةُ معراجُ المؤمنِ»،" وفي كنز العمال (الصلاة قربان المؤمن) رقم الحديث /18907/".
فهي معراج يرتقي بها في محبّة الله ومعرفته من حال إلى حال، وهي معراج يتدرَّج بها المؤمن في رؤية طريق الفضيلة آناً بعد آن، إذ أنَّ النفس بهذه الصلة بمعية الإمام المرشد للتوجه للذات الإۤلهية العليّة، تستنير بنور الحق، فترى طريق الخير من الشرِّ. والصَّلاة للمؤمن نورٌ وبرهان. لما فيها من نعيم ولذة وسرور، تغنيه عن زخرف الدنيا ولذتها. قال تعالى:
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} سورة العنكبوت 45